في اليوم السادس من أكتوبر دخلت كولين العشرين و أعدت حقيبتها للمغادرة دخل عليها أحد الفتيان أصغار
يبدو انه يبلغ من العمر تسعة سنوات
قال: كولين ستغادرين ؟!
قال كولين بلطف : أجل جاك فقط أصبح عمري عشرون .
قال جاك بحزن : لن نراكِ مرة أخرى .
نظرت إليه و ضمته إلى صدرها وقالت : أن شاء الله سنلتقي يوماً فلا تتشاءم عزيزي جاك .
قال جاك محاولاً حبس دموعه : أجل أختي كولين.
و عندما همت بالمغادرة استوقفها صوت الكثير من الأطفال إلتفتت لتجدهم واقفين !.
قالوا بصوت واحد : لا تغادري .
لم تستطيع كولين حبس دموعها حتى نزلت على خداها .
قالت كولين مقاومة دموعها : إلى اللقاء القريب يا ... .
لم تكمل فقط انهارت باكية و قلبها يتحطم لمفارقتهم ركضت إحدى الفتيات و ارتمت في احضانها بدأ الجميع الأطفال بالبكاء و صوتهم يملئ المكام .
خرج مدير الميتم و قال : كولين قبل أن تغادري اعلمي أن و الدتك على قيد الحياة و لكن لا نعرف سوى أن اسمها
كايرين و لكن للأسف لا نعرف اسم عائلتها او حتى أيت تقطن .مد يده و بسطها فوقها قلادة و أكمل قائلا : هذه قد ترشك لوالدتك حظاً موفقاً با ابنتي لقد كانت معك منذ مجيئك إلى هنا .
أخذت كولين القلادة و قالت : شكراً لك سيد كاسبر إلى اللقاء .
ارتدتها و غادرت راكضا و هي تبكي محاولتاً أن تتجاهل أصوات الندائات التي تصدر من خلفها أصوات الأطفال فالجميع يبكي لمغادرتها .
وقفت امام مجمع كبير دخلته لتشاهد الكثير من الناس و قد علتها الدهشة و العجب خرجت و مشت كثيراً رأت كولين امرءة كبيرة في السن فتفدمت إليها و ساعدتها في العبور على الشارع .
قال كولين بلطف : جدتي هل يمكن لي أن أسئلك سؤالاً ؟!.
قالت الجدة و بدا على صوتها الارتعاش : تفضلي يا ابنتي .
قالت كولين : هل تعرفين امرءة اسمها كايرين و كانت لها طفلة وفقدتها منذ الاولادة ؟!.
قالت الجدة : تعالي معي .
ذهبت كولين مع الجدة و نسيم الهواء يداعب شعرها الاشقر الجميل حدقت كولين بعينيها العسليتين في المكان جيداً حتى توقفت الجدة أمام المنزل .
قالت بصوتها المرتعش : هذا المنزل لها إنها تعيش فيه .
غادرت بعد قولها هذا الكلام .
بدأت نبضات قلب كولين بتزايد تقدمت إلى المنزل فهو كبير جداً و له حديقة من الخلف و ضعت يدها في معطفها البني فاتح ألون فكولين ترتدي بنطال رمادي قميص أسود و جاكيت رمادي فوقهم معطف لا ترتديه إلا عند الخروج من المنزل يصل إلى أخمص القدمين و تنتعل حذاء رمادي ألون و لها ملامح بريطانيا و فرنسية فشفتان صغيرتان انف ضغير جميل خداها ممتلئان قليلاً عيناها واسعتان حواجبها قليلة روشها كثيرة .
مدت يدها و بدأت بالارتعاش و ابتلعت ريقها اقترب اصبعها من جرس المنزل فها هي الآن تقف أمام منزل و الدتها و حان الوقت المنتظر طالما تمنت هذه اللحظات الآن سترى أمها لترتمي في حضنها الدافئ الذي يحلم به كل شخص كادت كولين أن تضغط على الجري إلا أن صوت من خلفها أوقفها .
_ ماذا تفعلين ؟!.
استدارت كولين لتعطي المنزل ظهرها لتجد امرءة حسناء واقفة تنظر إلى كولين بتعجب .
قالت كولين : عذراً هنا تسكن امرءة اسمها كايرين ؟!.
تقدمت المرءة و أمسكت بيديي كولين و قالت : ماذا هناك ؟!.
قالت كولين نبرة حزن : علمت أن أمي كايرين تعيش هنا .
ضمت المرءة كولين دهشت كولين فظنتها أمها أدخلتها المنزل و قدمت لها الشاي و بالسكويت فتوجد في الغرفة اريكتان متقابلتان و في منتصفها يوجد طاولة وضع عليها البسكويت و الشاي و توجد مزهرية عليها ورود و نافذة كبيرة تطل على الحديقة الخلفية ولون الغرفة رملي جلست المرءة و كانت ترتدي تنورة سماوية تصل إلى نصف الساق و قميص أبيض و جاكيت سماوي و شعرها اصفر جميل و قصير .
قالت : أدعى كايري في الحقيقة كانت كايرين تعيش هنا اسمعي القصة .
قالت كولين : حسنا تبدئي .
صمتت قيلا ثم أردفت
قائلة : و الدك اسمه ليون قد تزوج من كايرين و تم زواجهما بسعادة لكن هناك شخص كان
يكره والدك لأنه متفوق في كل شيء و حسن السمعة و
محبوب من الجميع و الشخص الذي يكره – أي كائن كان - دبر مكيدة خبيثة حيث أنه صدم والدك ليون كانت
والدتك حاملاً بك في المشفى و عندما سمعت خبر وفاته لم تستطيع منها بالقوة و رماكِ
بدرا لأيتام و تزوج والدتك رغماً عنها و لكن لم يكن مرتاحاً هنا حيث أن الجميع يقفلون
كل شيء و لشفقتنا على والدتك حاولنا المساعدة لكننا لم نستطيع فعل شيء ثم انتقل
إلى مدينه أخرى .
شعرت كولين بأن سكين قد
احترقت قلبها طعنة جاءتها فجأة و لم ترها صمتت كولين و لم تعلق بأي شيء .
ثم قالت كولين بصوت
مخنوق : ألا تعرفين إلى أي مدينة ذهبت ؟!
قالت كايري بأسى : لا سامحني عزيزتي .
لم تستطيع كولين منعنفسها من البكاء فنهضت بسرعة و قالت : علي الذهاب .
قالت كايري : انتظري قليلا .
ركضت كايري إلىالاعلى و أخدت حقيبة صغيرة و نزلت و اعطتها إلى كولين .
نظرت كولين إلى الحقيبة الصغيرة و قالت : ما هذه ؟!
قالت كايري : ستساعدفي البحث .
غادرت كولين بهدوء تام و هي محطمة تماماً أغلقت كايري الباب خلفها .
قالت كايري في نفسها
( يا إلهي ساعدها لتجد أمها )).
أكملت كولين طريقها و هي تجهل إلى أين تذهب أصبحت الساعة 1:00 ظهراً بدأت كولين تشعر بالتعب و الجوع
توقفت عند أحد المطاعم أرادت أن تدخل لكنها مترددة .
قالت كولين في داخلها : (( إن اشتريت بعض الطعام سينفذ المال الذي معي و هذا يعني لن استطيع السفر للبحث
عن أمي لا ، لا تفعلي )).
أنزلت كولين رأسهابأسى و أكملت طريقها و جدت في طريقها مخبز دخلت إليه .
قالت كولين : مرحباً.
نظر إليها الخباز وقال : أهلاً أهلاً طلبك ؟.
قالت كولين : أريدرغيف خبزٍ واحد فقط ، بكم؟
قال الخباز : جنيه واحد فقط !.
أمسكت كولين محفظة نقودها و أخرجت جنيهان و قالت : أعطني اثنان لو سمحت .
وضع رغيفان من الخبز في كيس و قدمه لها و قال : أرجو أن يعجبك ؟
قالت كولين بابتسامة مصطنعة :بالتأكيد سيعجبني إلى اللقاء .
قال خباز في نفسه
(أعتقد أنها من دار الأيتام مسكينة )).
أخرج كيساً صغيراً و قال : انتظري خذي هذا .
نظرت إليه كولين وقالت : لماذا ؟!.
قال الخباز : ستساعدكخذي .
أمسكته و قالت :شكراً لك عمي .
أغلقت الباب و بدأت بالمشي و هي تبحث عن مكان تأكل فيه رأت كولين فتاة صغيرة تبكي في منتصف الطريق
تقدمت كولين لها و انحنت و ربتت على رأسها نظرت الفتاة إلى كولين بعنين دامعتين زرقاوتان
و ملامح فرنسية و شعر بني جميل .
قالت كولين بحنان :هل أنتِ أجنبية ؟!.
قالت الفتاة و هي تحبس دموعها : لا و لكن أُمي فرنسية لذلك أمتلك ملامح فرنسية أنا بريطانية الأصل .
ضمتها كولين إلى صدرها و قالت : هل تعرفين أين والدتك أو و الدك ؟!.
قالت الفتاة بحزن شديد : لا كنت داخل المتجر و أمي كانت تشتري لزيارة أخي المتزوج هنا .
قالت كولين بحنان :
هذا يعني أنكِ لستِ من هذه المدينة .
أومأت الفتاة برأسها
و أكملت قائلة : زوجة أخي قد أنجبت طفلاً و أتينا لزيارتهم لكنني فقدت أمي في
الزحام و لا أعرف شيئاً عن مدينة ليدس .
سمعت كولين زقزقت
عصافير معدة الصغيرة .
فقالت كولين : جائعة
؟.
قالت الفتاة بخجل :
أجل .
قالت كولين : تعالي
معي إلى الحديقة .
مشيا معاً إلى
الحديقة .
قالت كولين و هي
ممسكة بيد الطفلة : لم نتعارف ، ما اسمك ؟
قالت : اسمي هو سيرين
، أنتِ ؟
ابتسمت كولين و قالت
: كولين .
جلستا على أحد المقاعد
الموجودة بالحديقة و أخرجت رغيفا الخبز أعطت واحداً لسيرين و أخذت الآخر .
قالت سيرين وهي تحاول
تبريد الخبز بالنفخ عليه : إنه حار.
قالت كولين و هي
تضحك ضحكة قصيرة : أجل أخرجه الخباز من
الفرن و وضعه حالاً في الكيس .
قالت سيرين و هي تأخذ
قطمة : لذيذ .
ضحكت كولين فمرت
عليها ذكريات دار الأيتام ، أشاحت كولين وجهها عن سيرين و تحاول حبس دموعها .
قالت سيرين : كولين
ما بك ؟!.
مسحت دموعها و نظرت
إليها و قالت : سأساعدك في البحث عن والداكِ .
في داخلها : (( لا
أريد أن تكوني يتيمة و أنت تعلمين أن و الداكِ على قيد الحياة و يظن الجميع أنه
ليس لديكِ والدان و ترمين بدار الأيتام )).
بعد أن انتهيا .
قالت سيرين : من أين
سنبدأ ؟!.
قالت كولين بأمل : من
المتجر الذي فقدت فيه والدتك .
قالت سيرين : أظن أن
اسمه السعادة .
وقفا أمام المتجر و
أخذا الاثنين نفساً عميقاً و دخلا المتجر تركت سيرين كولين و ركضت إلى إمرءة تبدو
في الأول من الثلاثين إنها جميلة جداً شعر ذهبي عينان خضراوتان ملامح فرنسية عينان واسعتان أنف مستقيم شفتان
صغيرتان لتبتسم ابتسامة رقيقة و هي تضم و تقبل ابنتها الغالية ، لم تستطيع كولين
احتمال ذلك المنظر فهي تتمنى أيضاً أن تكون في حضن و دفئ أمها طالما حلمت بذلك
تراجعت إلى الخلف بخطوات متثاقلة استدارت و خرجت نظرت إلى السماء و أغمضت عيناها
ثم أكملت مشيها و امتلئت عيناها بالدموع لتنزل على خداها و شعرت بحرق و حرارة دموعها
مسحتها و جلست في ممر ضيق جداً و عانقت نفسها اخرجت قلادتها و بدأت بتئملها قبلتها
ثم نظرت إلى ساعتها و أشارة العقارب إلى 5:00 عصراً.
قالت كولين بتعجب :
مستحيل متأكدة أن الساعة فيها عطل !.
نهضت و دخلت متجر
لعرض الأزياء .
قالت كولين : عذراً ،
هل لي معرفة كم الساعة الآن ؟
نظر إليها الرجل و
قال بصرامة : نحن لا نبيع الساعات نحن نبيع الملابس فقط .
قالت كولين ببعض
الخجل و الخوف : آسفة لكن أنا سئلت عن الساعة كم الساعة الآن ؟!.
قال الرجل : الساعة
5:00 عصراً .
خرجت كولين بسرعة من
المتجر و ركضت لتجد نفسها في الحديقة رأت امرءة تجلس على الكرسي تتداعب صغيرها
تقدمت كولين إليها بكل شجاعة .
قالت كولين : مرحباً
.
قالت المرءة : مرحباً
، أي خدمة ؟
قالت كولين هل تعرفين
امرءة كانت تسكن هنا في الماضي كانت لها طفلة و فقدتها و تزوجت رغماً عنها اسمها
... .
قاطعتها المرءة قائلة
: كايرين
دهشت كولين من ذلك
لكنها شعرت بالسعادة فقالت : أجل .
أنزلت المرءة رأسها
بحزن و قالت : تلك المرءة كايرين و زوجها ليون كانا من أحب الناس لنا و هما مشرقان
دوماً إلى أن حصل ذلك الحادث المروع الذي ملئ قلوبنا بالحزن ، لكن لما تسئلين عنها
؟!.
قالت كولين بحزن :
إنها أمي .
نظرت المرءة بدهشة و تعجب
فقالت : كل ما اعرفه ان امك قد سافرت الي هول .
قالت كولين : هناك
نهر فاصل بينهما .
اومات المرءة براسها
باجل .
قالت كولين : شكرا
لكِ الى اللقاء .
قالت المرءة : انتظري
.
قالت كولين في داخلها
: (( مرة اخرى كيس او حقيبة )).
استدارت كولين لتجد
حقيبة صغيرة في يد المرءة .
قالت : ستساعدك خذيها
.
قالت كولين : و لكن
أنا ... .
قاطعتها المرءة مترجية
: ارجوك .
اخذتها و غادرت الى
ميناء التستطيع عبور النهر لتصل الى مدينة هول استقلت كولين سيارة اجرى .
قالت كولين : هل
تستطيع ان توصلني أبيرفورد ؟
قال السائق : لا
سيدتي ان المكان بعيد جدا استطيع ان اوصلك وينمور .
قالت كولين : حسنا .
بدا السائق بالقيادة
قاصدا طريق المؤدي الى وينمور و عند الساعة 8:50 ليلا اوصلها اعطته عشرون جنيه
بدات كولين بالمشي في الطريق ثورنيرلن و اخذت غرفة و نامت فيها لليلة واحدة فقط .